



رُدُّوا على يعقوبَ بعضَ بَنِيهِ إنَّ المُهاجرَ لا غَمامَ يقيهِ أنَّى توجَّهَ فالطُّلولُ أمامَهُ والموتُ حتمٌ في بلاد التيهِ يحكي عن الشمسِ احتضارَ رحيقِها والليلُ من كأس الرَّدَى يَسقيهِ والرملُ يزحفُ كالجرادِ مزمجِرًا للقحطِ وعدٌ في القُرى يُمضيهِ ملءَ العيون دموعُها .. يروي الأسى أم يا تُرى ذاك الأسى يَرويهِ ؟! يسري .. وصبرُ الأنبياء بصدرِهِ تُبدي دموعُ الوَجْدِ ما يُخفيهِ حتى إذا مَلَّ...


أحاولُ أن أحيا .. وأضحكُ باكيًا وتُقرَعُ حولي للرحيلِ دُفوفُ لكَ الله يا قلبي.. تَقلَّبُ في الأسى إذا نام حَتفٌ أيقظتكَ حُتوفُ نجيءُ إلى الدنيا فيُولَدُ حَتفُنا كمِثل ربيعٍ حَلَّ فيه خريفُ ورِثنا ترابَ الأرضِ عن كلِّ هالكٍ ونغدو على حَردٍ.. ولاتَ وقوفُ فكم مرَّ مسكينٌ على الأرض قبلَنا وعاث فسادًا في البلاد ألوفُ إلى مِنْجَل الحَصَّاد صاروا جميعُهم صفوفًا تلاها للحَصَاد...