رقصة الشمس !

 

رقصة الشمس!

مقدمة

حقيقة أنني أمر بمرحلة نورانية جميلة، لا أقول كلها بل تمر بي أيام صعبة ولكن مجملها جميل، مع بداية العام الميلادي الجديد، ابتعدت عن كل ما يشغلني لتفرغ للقراءة، ما زال يعتريني تعبي، وما زالت ذاكرتي مفقودة! لكن الحمد لله مر علي شهر ختمت فيه ستة عشر كتاباً، ومر علي شهر ختمت فيه ثمانية كتب، ومرت علي ثلاثة شهور متعبة لم أستطع ختم كتاب واحد! رغم ذلك راضية بكل شيء قدر وكتب فيها! عندما انطلقت في تلك المرحلة كنت في حيرة بين المشاركة والكتابة في المدونة حول ما أقرأ، وأشاهد، وكان السؤال الملح في عقلي هل نحن فعلاً نريد نشر المعرفة لأجل إفادة الناس؟ أم لأجل إشباع خفايا أنفسنا وفائدة الناس هي ذريعة نتحجج بها !! لم أجد جواباً لذلك! لكن تمر بي أيام الكتابة ثقيلة على نفسي! رغم رغبتي في مشاركة ما لدي! لكن بعد خوض تلك التجربة وجدت أن المشاركة تأخذ كثيراً من الوقت، والجهد، وأنا في حاجة ملحة لذلك الوقت! ورغم ذلك أشارك مشاركات بسيطة جداً  فيما أجده في ظني أنه سيفيدكم، في التدوينة قبل الأخيرة التي شاركتها معكم قمت بعمل كارثي أفقدني الكثير من مدونتي من التصميم، وتدوينات مفقودة، وروابط لا تعمل حتى عداد المشاهدات طار! وهذا الأمر يشعر الإنسان مثلي بالضيق، وخاصة أنه لم يعد لدي طاقة لإصلاح ما أتلف فاقبلوا تلك المدونة على علاتها! لعل يوماً تعود لي طاقتي لإصلاحها!

اليوم عندما أمسكت الكتاب الذي اخترته للقراءة (الأمل المتطرف . الأخلاق في مواجهة الدمار الثقافي) توقفت عن القراءة وسبحت في سيل من التفكير والتأمل، ووجدت أن لدي رغبة شديد لتجميع أفكاري في تدوينة تلم شتاتها وربما تفيدكم، الكتاب يتحدث عن الهنود الحمر وكيف يواجهون انهيار ثقافتهم! كل ما يكتب عن الهنود الحمر يثير عاطفتي! قبل فترة عندما شاهدت المسلسل الرائع 1883(لعل أنشر تدوينة مقتطفات من المسلسل) كان هنالك جزء عن الهنود الحمر قضيت الليل استمع لموسيقاهم وصوت الألم لضياع الأرض! يقال إن الهنود عندما جاءهم المحتل المخادع لأرضهم، كانوا يبتسمون له وودودين معه! لم يكونوا يعلمون أن أولئك الذين سيكرمونهم هم من سيطعنونهم! وستسلب أرضهم وستكون نهايتهم في محميات مثل الحيوانات! لو استمعتم للموسيقى الهنود الحمر ستجدون معاناتهم تتحدث من خلالها! ستجدون أنهم يصورون موسيقاهم عبر الطبيعة وكأنهم يخبرونكم أن الأرض لنا، والسماء لنا، وهذه الأنهار لنا ولن ننسى! متمسكين بثقافتهم وكأنها الشيء الأخير من رائحة الأرض والأجداد! عندما قرأت في الكتاب استوقفني الحديث عن رقصة الشمس قلت ربما لها موسيقى أو تكون نفس الرقصة متوفرة على الإنترنت، وما إن بحثت في اليوتيوب وجدت رقصة الشمس لفلكلور فلسطيني! ماهي رقصة الشمس عند الهنود الحمر؟ هي من الشعائر المفعمة بالصلاة والتضرع لله ليساعدهم على تحقيق النصر في معاركهم! ليستعيدوا أرضهم! لذلك كانوا يأدون تلك الرقصة بموسيقاها الخاصة! الهنود الحمر وأرض فلسطين هنالك تشابه طبق الأصل بين نزع الأرض وإزهاق الأرواح! ضايقني جداً أن الكتاب ذكر في الهوامش أن وضع الهنود يشبه وضع اليهود في الهولوكوست! لا يوجد أي شبه بين أقوام بلا أرض أصلا! مشتتين في بقاع الأرض! وبين من يملك وطن وأرض تنتزع منه! الأمر الذي استوقفني لتفكير لماذا لا ترى فلسطين ولا يرون المسلمين كشعوب مضطهدة تسلب أراضيهم منهم  وتنتزع! القليل من يتحدث عنهم وعن معاناتهم! دائماً عندما أقرأ سورة البقرة تستوقفني تلك الآيات “ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم ” وفي آية أخرى “ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا حسدا من عند أنفسهم” وفي آية أخرى “وقالوا لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى تلك أمانيهم” وفي آية أخرى  “وقالوا كونوا هودا أو نصارى تهتدوا ۗ قل بل ملة إبراهيم حنيفا ” في ليال مضت وذكرت هذا الأمر في تدوينة سابقة عندما كنت أقرأ هذه الآيات التي تبين النفسية اليهودية والنصرانية تجاه المسلم كنت أقول هل هذا في السابق! ربما لا يتعاملون تجاهنا من منطلق ديني، لطغيان الماديات، والرأس مالية ،وفقدان الدين لدى بعضهم خاصة الساسة! لكن عندما كنت أمر على هذه الآيات كانت تخبرني أن الأمر قطعي! حتى وقعت على وثائقي سياسي يتحدث عن هذا الشأن! أن هنالك مرشد ديني أعلى هو الذي يحرك كل أولئك! سأضع لكم الرابط مع التدوينة حول هذه الفكرة ،  ربما المحزن في حق الهنود الحمر هو ضياع قضيتهم ولانهاية مفرحة لهم! نعم سينصرهم الله يوماً وسيأخذ بحقهم لأن الله عادل يأخذ بحق المظلوم مسلماً كان أم كافراً! لكن لانهاية سعيدة بعودة الأرض لهم! لكن نحن مهما مر، ويمر بإخواننا في فلسطين، وخاصة أهل غزة فالغلبة لنا! والأرض الآن تهيأ لذلك! ستجتمع الأديان الثلاثة في بيت المقدس وستكون الغلبة لنا والأرض لنا! عندما فقدوا الهنود الحمر الأمل في رقصة الشمس بعد كل ما حدث لهم، وإن كانوا يرقصونها في بعض الأحيان فهي للحنين فقط! استبدلوها برقصة الشبح! وهي رقصة الأمل والثقة بقدوم المسيح الهندي الأحمر الذي سيعيد الجاموس الذي يرمز لأرضهم وتقاليدهم! وسيهلك الرجل الأبيض في كارثة عالمية! هكذا هو معتقدهم في رقصة الشبح! عندما قرأت رقصة الشبح تذكرت لعبة شبح تسوشيما! جين ساكاي الساموراي الذي يقاتل لأجل الأوطان، ويقاتل جين لأجل استعادة وطنه اليابان من أيدي المغول،  يعيش جين صراعات الوطن والعادات والتقاليد، التي يطالبه بها الساموراي! عندما تقتل عدوك تقتله بشرف وأنت تنظر في عينيه! لكن جين يمزق تلك العادات والتقاليد بسيفه! ليخبر خاله الذي يقف ضده ليقاتله! أن أعداء الوطن يا خالي لا يستحقون أي احترام ولا يقدم لهم أي شرف! بل قطع الرؤوس هو أعظم ما تقدمه لمن يسلبك وطنك! ليلقب جين ساكاي شبح تسوشيما! لأنه يبث الرعب في قلوب أعداءه! وهذا ما يحلم به الرجل الهندي الأحمر أن يكون شبحاً يستعيد أرضه!

لن نكون أشباحاً بل نحن الشمس الساطعة في كبد السماء فالأرض لنا وسنأخذها في وضح النهار فالنصر قادم لا محالة!

 

رقصة الشمس 

 

 

موسيقى الهنود الحمر يوجد الكثير لكن اخترت لكم واحدة 

 

 

وثائقي The Family  الذي ذكرته في المقال

صورة الأغلفة كانت تخرج في التدوينات التي أضعها لكم من بعد ماحدث للمدونة

لم تعد تخرج وسط المقالات، لذلك انسخوا الاسم ، أو أدخلوا على قسم الوثائقيات ستكون صورة الغلاف واضحة في مقدمة القسم 

هنا 

لعبة شبح تسوشيما Ghost of Tsushima

هنا 

هذه هو المقطع من مسلسل 1883 الذي ذكرته في التدوينة

 

 

هنا تدوينة تحوي مقاطع أخرى عن المسلسل 

هنا

 

صورة غلاف الكتاب الذي تحدثت عنه

 

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

Scroll to Top