اليوم وأنا أقرأ في سورة آل عمران أخذت أتأمل بعض الآيات (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ وَمَا أُنزِلَتِ التَّوْرَاةُ وَالْإِنجِيلُ إِلَّا مِن بَعْدِهِ * أَفَلَا تَعْقِلُونَ ) ثم يقول الله في موضع أخر ويجيبهم (ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما وما كان من المشركين) ثم في موضع آخر يقول الله (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ) (فيه آيات بينات مقام إبراهيم ومن دخله كان آمنا) قبل أن أتحدث عن الجزئية التي لفتت انتباهي ، النبي إبراهيم ولد له ولدين، هو إسماعيل من زوجته هاجر، ومن ذرية إسماعيل ولد النبي المصطفى عليه أفضل الصلوات والسلام ، والولد الثاني هو إسحاق من زوجته سارة، وولد لإسحاق ابن وهو النبي يعقوب والذي كان يلقب بإسرائيل! وهو الذي خرج من صلبه الكثير من الأنبياء منهم، يوسف ،يونس، موسى، هارون، داوود سليمان ، زكريا، يحيى، عيسى إلخ الأنبياء لأن بني إسرائيل خرج فيهم الكثير من الأنبياء، و ليس لديهم شغلة إلا تكذيب بالآيات أو تقتيل بالأنبياء! ووصل بطشهم وظلمهم أن قطعوا رأس النبي يحيى، ونشروا النبي زكريا بالمنشار وهو مختبئ في الشجرة!، وهم الذي حاولوا قتل النبي عيسى عليه السلام لكن الله رفعه! في الآيات التي كتبتها ، النصارى واليهود يجادلون في جدهم إبراهيم كل واحد منهم ينسبه لدينه! ثم يخاطبهم الله بقوله إن إبراهيم لم يكن لا نصرانياً ولا يهودياً بل كان حنيفاً من المسلمين! ويخاطبهم الله أن التوراة والإنجيل أنزلت من بعد إبراهيم وأين هي عقولكم؟! ومن فضل الله علينا أن نكون نحن على دين أبينا إبراهيم مسلمين! الذي لفت انتباهي في هذه الآيات التي يجادلون فيها عن النبي إبراهيم ورغبتهم أن ينسب لدينهم، وهم حتى هذه الحظة يذكرون إبراهيم ويشكل لهم شيئاً مهماً! لكن هم غير صادقين في ذلك لأنهم لو كانوا صادقين لوجدوا، وتتبعوا أن البيت ومقام أبينا إبراهيم مقدس لدينا نحن ويدل على مكانه، وهو شاهد على صدق عقيدتنا! ها هم يبحثون عن هيكل سليمان المزعوم لكن لا يبحثون عن مقام إبراهيم وبيته المقدس الذي بناه! لكن الله جل في علاه جعل هنالك ختام لهذا الفصل العظيم من التكذيب ؟! ستجتمع كل الأديان الثلاثة في بيت المقدس! اليهود وهم الأشد كفراً لأن الأنبياء والمعجزات كانت تأتيهم ليلاً نهاراً ولكن كان ديدنهم الكفر وقتل الأنبياء! بل من شدة كفرهم وفجورهم حتى المسيح الدجال سيقفون معه ويتبعونه!! والنصارى والذين كفروا أيضاً وتشتتوا بين أن عيسى إله، وبين أنه ابن الله ،وبين أنه نبي وعقيدتهم شوهت! سينزل عيسى ابن مريم، وسيكسر الصليب، ويقتل الخنزير، ليبين فساد عقيدة النصارى وسيقاتل اليهود والمسيح الدجال! ويؤيد دين الإسلام وأنه الحق!
يُقال لماذا عيسى ابن مريم هو الذي يقتل المسيح الدجال؟! لأن خلقة عيسى ابن مريم خلقة نورانية مقابل خلقة شيطانية (فنفخنا فيه من روحنا) ( وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ) ولأن المسيح الدجال يستحيل أن يكون بشراً خالصاً! من الأحاديث التي ذكرت المسيح الدجال ذكرت أنه إذا رأى عيسى ابن مريم يذوب كما يذوب الملح! ويقتله عيسى ابن مريم! من الأمور التي استوقفتني كثيراً فكرة نزول عيسى ابن مريم و كيف هي مشاعر النصارى لو علموا أنه سينزل في عقيدتنا! تخيلت لو قيل لي منذ طفولتي، وحتى كبرت أن النبي محمد عليه أفضل الصلاة والسلام سينزل في أخر الزمان، ربما أراه أو يرونه أبنائي، أو أحفادي ستكون فكرة جميلة، وشعور عظيم ،أن أرى نبياً بعد قرابة 2000 عام وأكثر من رسالته ودعوته سيعود!
تأملوها ستجدونها مبهرة!