وثائقي يا غايب

فضل شاكر الملقب بملك الإحساس، وأمير الرومانسية، وأنا ألقبه بالفنان الإنسان! يحمل قلباً يشعر بالآخرين! وقف يوماً على المسرح وهو يغني وندد بأفعال بشار الأسد، وهذه التصريحات كلفته الكثير الكثير من حياته! دخل فضل شاكر مرحلة خطرة، وأتهم باتهامات كثيرة وحكم عليه بالسجن! هاجرت عائلته للخارج زوجته وأبناؤه خوفاً عليهم من أن تطالهم أيدي ذلك النظام الظالم! واختباء فضل شاكر في مخيمات الاجئين، كان في السابق يخرج أغنيات بسيطة، لكن هذا العام عاد بقوة بأغنيات أصبحت ترندات، وأخرج قبل ذلك وثائقي بث على شاهد حكى فيه كل شيء ، ربما ألافت لي في قصة فضل شاكر هي طفولته الحزينة! كانت أسرته فقيرة جداً لذلك أدخلته لملجأ الأيتام، ربما الجزئية الحزينة في قصته والتي شكلت ألماً في داخل نفسه، أنه كان يظن أنه عندما يكبر أخيه سيدخل معه الملجأ كذلك، لكن عائلته تركته هو وحدة واحتفظت بكل إخوته، وهذا هو ما شكل الألم في داخله! ربما قصة فضل هذه ذكرتني برواية بنات طهران لناهيد رشلان التي تخلت عنها والدتها لخالتها المتدينة الفقيرة، والتي تعيش في العاصمة طهران، وعاشت أسرتها بعيداً عنها في مدينة أخرى، وكانت تظن أن خالتها هي والدتها الحقيقية ، لكن يوماً حضر رجل وهي بعمر التسع سنوات ليأخذها من المدرسة ليخبرها أنه والدها، وكان والدها يحمل منصباً عالياً وغنياً ولديها أخوات، وكانت تظن أنها وحيدة أمها (خالتها) لتسطر ناهيد تلك القصة في مذكرتها التي  أسمتها بنات طهران وكيف يبقى الألم، وتبقى الأسئلة في داخل الطفل وحتى بعد أن يكبر سيسأل لماذا أنا تحديداً تخلت عني أمي!

سيذكر الإنسان من وقف معه في ألمه وحزنه!

وسيذكر السوريون فضل شاكر ولن ينسوه يوماً بأنه قال بصوت عالي لظالم أنت ظالم!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

Scroll to Top