كأن العمر ماكانا !
بَيْنَ الهُمُومِ أَنامُ الآنَ فى ضَجَرٍ
قَدْ هَدَّنِى اليَأسُ.. فاسْتَسْلمتُ حَيْرَانَا
حَتَّى الأَحِبَّةُ سَارُوا فى غِوَايَتِهِمْ …
وَضَيَّعُوا عُمْرَنَا شَوْقًا.. وَحِرْمَانَا
خَانُوا عُهُودًا لَنَا.. قَدْ عِشْتُ أَحْفَظُهَا
فَكَيْفَ نَحْفَظُ يَوْمًا عَهْدَ مَنْ خَانَا؟
لَمْ يَبْقَ شَىْءٌ سِوَى صَمْتٍ يُسَامِرُنَا …
وَطَيْفِ ذِكْرَى يَزُورُ القَلْبَ أَحْيَانَا
قَدَّمْتُ عُمْرِى لِلأَحْلامِ قُرْبَانَا.. …
لا خُنْتُ عَهْدًا.. وَلا خَادَعْتُ إِنْسَانَا
شَاخَ الزَّمَانُ.. وَأَحْلامِى تُضَلِّلُنِى …
وَسَارِقُ الحُلْمِ كَمْ بِالوَهَمِ أَغْوَانَا
شَاخَ الزَّمَانُ وسَجَّانِى يُحَاصِرُنى …
وَكُلَّمَا ازْدَادَ بَطْشًا.. زِدْتُ إِيمَانَا
أَسْرَفْتُ فى الحُبِّ.. فى الأَحْلامِ.. فى غَضَبِى
كَمْ عِشْتُ أَسْألُ نَفْسِى: أيُّنََا هَانَا؟
هَلْ هَانَ حُلْمِى.. أَمْ هَانَتْ عَزَائِمُنَا؟ …
أَمْ إِنَّهُ القَهْرُ.. كَمْ بِالعَجْزِ أَشْقَانَا؟
شَاخَ الزَّمَانُ.. وَحُلْمِى جَامِحٌ أَبَدًا …
وَكُلْمَا امْتَدَّ عُمْرِى.. زَادَ عِصْيَانَا
وَالآنَ أَجْرِى وَرَاءَ العُمْرِ مُنْتَظِرًا …
مَا لا يَجِىءُ.. كَأنَّ العُمْرَ مَا كَانَا
فاروق جويدة