رحمة الله تغشاك يا أمي
أمي… الحزن الذي لن أكتبه أبداً!
فالكلمات ستكون عاجزة أمام وجع أمي! ولن تستطيع وصف ما مرت به من ألم على هذه الحياة!
لم أهتم يوماً لما يمر بي من آلام وأحزان! كنت أستطيع التصالح معها، وتجاوزها وأنهض منها كما ينهض طائر العنقاء من الرماد!
لكن مرض أبي وأمي ألبسني الحزن في داخلي عليهما! أنا ذلك الجندي الذي استيقظ فجأة ووجد نفسه يحرس ملكه وملكته! وطوال سنواته بقي واقفاً يحاوطهم مشهراً سيفه، وشاخصاً بصره يحميهم من كل شيء! يبكي قلبه حزناً عليهما، وفجأة ورغم كل شيء عندما التفت لم يجدهما! رحلا وتركاه واقفاً في مكانه!
وحيداً دون وداع! دون التفاته! دون أي شيء!
كنت أعتقد أن لدي حياة لكني اليوم تأكدت أنه لم تكن لدي أي حياة!
كانت حياتي هي أبي وأمي
أمي.. ربما لم أكن أحب أبنائك لك!، صدقيني أنني متفهمة جداً لهذا الشعور، فنحن لا نملك القلوب فهي بيد الله!
لكن الذي أنا متأكدة منه لو وقف كل أبنائك أمامك وخُيرتي بينهم لاخترتيني من بينهم! كنت تثقين فيني لدرجة تسليم روحك لي! تشعرين بالأمان معي!
وأقسم لك يا أمي لم أكن يوماً لأخذلك، ولو طلبتي روحي لوجدتها عندك
مرت أيام يا أمي كنت أقسو عليك فيها وأدخل غرفتي أبكي من كل قلبي، كنت أفكر بارتباطك الشديد بي، وأتساءل في نفسي لو مت قبلك ماذا ستفعلين؟! هل ستصمدين أمام وجع الحياة!
أعلم يا أمي أن قسوة العين التي كانت بيننا جعلتك تعانين وجعلتني أعاني! كنا نجاهد أن نبقى هادئين!
أعلم يا أمي ما في قلبك لي لو لم تخبريني! أعلم عن كل شيء في قلبك!
وأعلم أنك رحلتي ولم أبوح لك بالكثير الذي في قلبي !
أمي .. بعدك لم يبق عندي ما يبتزه الألم!