اليوم وأنا أشاهد تيك توك خرج لي رجل لا أعلم أين شاهدته؟ و ما هو اسمه! ذاكرتي المثقوبة خانتني! جاهدت ولكن لم أستطع معرفته! هذا النوع من النسيان هو الأبسط لي! فلو شاهدت صورة أو قرأت اسم فالبحث عنه سهل! لكن أصعب ما أمر به هو عندما تمر في عقلي وجوه أتذكرها بشدة لكن لا أعرف أين وماهي أسماؤهم! أو أعرف وجوهم لكن لا أعرف أسماؤهم! وكيف لي أن أبحث عنهم بأسمائهم أو صورهم وهم يسكنون في رأسي! من عجيب هذه الأيام أن صور الممثلين السابقين في جيل التسعينات تخرج لي فجأة في عقلي دون أسباب! المقطع الذي شاهدته ولم أعرف أين شاهدته و ما هو اسمه قرأت التعليقات عرفت أن اسمه مساعد المعمري وللأسف خانتني ذاكرتي أيضاً لم أستطع تذكره! لكن لفت انتباهي شيء في مساعد المعمري! لكن قبل أن أتحدث عنه سأتحدث عن أمر! جزء كبير من شخصيتي تأملي! أتأمل كل شيء في هذا الكون، وتستوقفني أشياء كثيرة ربما لا ترى ! جزء من هذا التأمل منصب على تأمل البشر! ليس أشكالهم فالشكل لا يهمني بل ما خلف الشكل! ربما أستمع لشيء أو أشاهده، جزء مني يستمع للمادة ،والجزء الأخر مبحر في تأمل تلك الشخصية! مرت علي أيام في زمن الكلوب هاوس، المساحات و البثوث في التيك توك كنت أدخل فقط وأجلس في زاوية لتأمل الناس! أصواتهم أحاديثهم مواضيعهم التي يناقشونها ، كنت أمارس أعمالي المكتبة وأنا مبحرة في عوالم البشر! هذا الإبحار ليس للنقد بل هو خالي تماماً من النقد! أذكر مرة سمعت مثقف يقول أنه يدخل يستمع للمواد الثقافية التي تبث في عالم الإنترنت لينقدها! هو لا يستمع للمادة لأنه يريد سماعها ثم إن وجد فيها شيء ينقدها، بل هو يدخل لأجل نقدها والبحث عما ينقده! ربما أنا أدخل مساحات وبثوث ويكون الموضوع جاذب لي لكن يكون هنالك أشياء لا تعجبني في طرح الموضوع وأنقدها! لكن ما أتحدث عنه مختلف تماماً عن مسألة النقد! هو تأمل مسالم هدفه فهم النفس البشرية، وهو انعكاس لرغباتنا لفهم أنفسنا! نحن نفهم أنفسنا من خلال البشر في أحيان كثيرة! وحقيقة أن هذا التأمل جميل جداً بالنسبة لي، فهو يعلم النفس ويهذبها إن وجد عقل واعي، من خلال هذا التأمل ترحم الناس وترحم نفسك أيضاً! به تفهم الكثير الذي ربما لم تكن تفهمه! لكن خطورة هذا التأمل تكمن في التماهي مع الشخصيات التي تعجبك وربما تقع في حبها! خاصة إذا كان الشخص يمر بلحظات ضعف وانكسارات وحزن! لو مثلاً وجدت شخصية أضحكتك وأعجبتك بأفكارها التي تحسن حالتك الشعورية ستجد نفسك رهينة لها! لذلك يجب أن تضع لنفسك حماية، ومسافة آمنة حتى لا تقع في هذا التماهي!
عندما خرج لي مقطع مساعد المعمري وتأملته، وهو يلقي القصيدة يلقيها بشكل جميل دون تكلف وأنا أحب هذا النوع من الإلقاء! الذي ليس فيه صوت مستعار! لكن عندما تحدث مساعد المعمري هنالك وجه أخر من حديثه العفوي وهو البراءة التي تعكس روح نقية! هكذا شعرت!
عموماً النفس البشرية عجيبة جداً جداً