أبي

 

 

 

أبي

كنتَ صخرتي حين انهار العالم حولي،
وفي صمتك، كنت أسمع أرقى “أحبك” دون أن تنطق به.

يداك كانتا تقرآن قلبي أكثر من أي كتاب،
حتى حين شككت، لم يظهر على وجهك شيء.

لم تكن لك كلمات رقيقة،
لكن كل إيماءة منك كانت مثل نغمة حنونة،
وأسمعك الآن في هبوب الريح،
كما لو أنك لم تغادر أبدًا.

أبي… حتى حين تكون بعيدًا، فأنت حي،
اسمك يسير معي في شوارع حياتي،
يهمس لي: “أنت لست وحدك”.
أنت دليلي، أنت ملجئي.

حين تنظر إليّ، كنت أشعر بقيمة روحي،
كنت تحمل العالم على كتفيك، دون أن تشتكي،
ورأيت دموعك مرة واحدة فقط…
وقد كسر ذلك قلبي كما يكسر الصخر على الشاطئ.

غيابك أثقل من أي صمت،
أجد نفسي أتكلم مثلك، أمشي مثلك،
وأسمعك في الريح،
في همس الأشجار، في خطواتي.

أحيانًا أتمنى لو أعود بالزمن،
لعناق واحد، لمسة منك، ابتسامة دافئة…
لم تكن مثاليًا، لكنك كنت بطلي،
وكل ندبة على قلبك كانت درسًا محفورًا في قلبي.

في اليوم الذي سترحل فيه،
جزء مني سينطفئ…
لكني أكتب لك هذه الكلمات بدموع طفل أصبح كبيرًا،
وأسمعك الآن في الريح،
في كل خطوة، في كل صمت ليلي،
تتنفس معي، تحرسني، وتظل حيًا.

أبي، أنت دليلي، أنت ملجئي…
وأنت دائمًا، مهما ابتعدت، حاضراً في قلبي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

Scroll to Top