تقرب وتقرب؟!

 

 

يعتقد البعض أن قرب الناس منه أو محاولتهم التقرب منه قائم دائماً على المحبة! وحقيقة أن هذا الأمر في غالبه صحيح! وإن كانت هذه المحبات تلبس أقنعة متعددة لا نستطيع إثبات صدقها من عدمه! والأيام كفيلة بكشف حقيقتها! لكن من الأمور الدقيقة التي تنبهت لها وهي قليلة، أن بعض التقرب قائم على الكراهية! لا أقول تلك الكراهية المخفية والتي ركائزها الحسد، والغيرة وغيره من خفايا النفس النتنة! لا أمر مختلف! ربما يشعر ذلك الإنسان بكراهية غير مفهومة تجاه شخص ما! إذا كان ذلك الشخص يملك ضميراً حياً! ويكره ذلك الشعور تجاه ذلك الشخص، فهو سيحاول التقرب منه لمعرفة أسباب كراهيته؟! ولماذا لديه تلك المشاعر؟ وربما تنتهي تلك المشاعر بعد التقرب وبرؤية أشياء جميلة تجعله يطمس مشاعر الكراهية! أو يرى ما يقنع نفسه بأنه الآن عرف لماذا يكره ذلك الشخص! كلا الشعورين مريح لذلك الشخص! وربما سمعت أحدهم يقول لك أو لغيرك (كنت قبل أكرهك لكن الآن أحبيتك!) أيضاً من مسائل التقرب للشخص الذي يعتقد البعض أنها قائمة على المحبة وهي ليست كذلك أبداً! وهي أيضاً ليست قائمة على الكراهية، وليس دوافعها حب خالص! هو التقرب بعض الخصام! نعم يوجد من يتقرب بعد الخصام لإعادة المياه لمجاريها! لكن البعض لا يفكر أبداً بذلك! ولكن تقربه هو لإزاحة كل المشاعر السلبية التي تسبب بها ذلك الشخص! وربما أشد ما يؤلم في هذه المشاعر هو الخوف من تحول تلك المشاعر إلى كراهية!  وهو ما لا يحبه البعض! وقد تجد بعض هذه النفوس تقابل هذا التقرب بعنجهية وغرور! ولا تقدر ذلك التقرب وأن صاحبه يسعى لسلام، وهذه التصرفات لا تزيد تلك النفوس إلا تقدماً نحو طريق الكراهية!

لذلك ليس كل تقرب قائماً على محبة!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

Scroll to Top