انتهيت من قراءة كتاب الحياة الاجتماعية للحمض النووي DNA))(العرق والتعويضات والتسوية بعد الجينوم)لكن قبل أن أتحدث عن هذا الكتاب، في العام الماضي قرأت كتاب تاريخ العبيد في الخليج العربي، وصادف أن قرأت أيضاً رواية إهانة غير ضرورية، وهي تتحدث عن الأغوات الذين يعملون في الأماكن المقدسة، عندما قرأت كتاب تاريخ العبيد تلبسني الحزن والألم! ومضت علي أيام أفكر بهم وأتأمل حالهم! أن يخطفك شخص من أحضان أمك وعائلتك ووطنك وينقلك لعالم جديد عالم ليس جميلاً أبداً لك! عالم خالي من أحلامك وأمنياتك! عالم فيه بداية شقاءك وتعاستك وأن تعمل خادم مهان ذليل! مسلوب الحقوق بل تحمد الله أنك تتنفس! تمضي حياتك وعندما تشيخ وتكبر ترمى بلا أي قيمة تذكر لأنه لم يعد لك فائدة! أمر مرعب! ربما تغبط خادم من نوع أخر خادم أكثر شرفية منك! رغم أن الأمر كله مأساوي! الفرق بينك وبينه أنك اختطفت من بين أهلك أما هو فقرر أهله أن يضحو به أن ينزعوا ذكوريته! وأن يسلبوه حق الحياة واختيارها كيفما شاء ليكون خادماً للبيوت المقدسة! هذا ما تحدثت عنه رواية إهانة غير ضرورية! في ظني الشخصي لو كان لديك حزن وألم سيهون أمام مجرد التفكير في حال هؤلاء العبيد! الذين حكموا عليهم بعض البشر بسبب لون بشرتهم ورأوهم عرق مهان يستحق أن يدعس بالأقدام! في كتاب الحياة الاجتماعية للحمض النووي DNA))(العرق والتعويضات والتسوية بعد الجينوم) والذي يتحدث فيه كيف استفاد أصحاب البشرة السوداء في الغرب من معرفة عروقهم وأين هي أوطانهم! تحدثوا عن كيف هو شعور جميل أن تعرف أين تنتمي، والبعض منهم ذهبوا لتلك الأوطان ليتعرفوا على أصولهم! ربما نحن العرب اكتشاف DNA سيئاً لنا لأننا نعرف عروقنا وأصولنا لكن ذلك الأمر جعل هنالك مجموعة مهوسة تتابع خط الجينات وتطعن في الأخرين! تشعر أن الأمر لدينا فيه شيء من البذخ والفراغ بعكس ما قدم لنا هذا الاكتشاف العظيم من أمور كثيرة في حياتنا!