في الحياة والموت خاصة لا تستطيع قراءة المشهد كما هو أو كما تظهر حقيقته في لحظته! طوال حياتي لدي أمل لم أفقده وأرعاه كما يرعى المزارع نبتاته، مهما كان كل شيء يوحي بعكس ذلك كنت دائما أتمسك بشعرة من الأمل في قلبي!، عندما أدخلت والدتي للمستشفى، كان لدي أمل بعودتها، غيرت غرفتها وجددتها اخترت لها الألوان على ذوقها وليس على ذوقي، كنت أستخبر ربي في...
أرفع يدي أمدها أكثر وأكثر علها تُرى ولاتُرى! من الغد أرفع يدي أمدها أكثر وأكثر علها تُرى ستصل يدي لسقف ستشقه ولاتُرى! من الغد أرفع يدي أمدها أكثر وأكثر علها تُرى تشق السقف تمتد للسماء ولاتُرى! من الغد أرفع يدي أمدها أكثر وأكثر علها تُرى تشق السقف تمتد للسماء أبحث في السماء عن أشياء؟ عن نجمة! أنحني برأسي للأسفل ويدي تعبث في...
أتى العيد رغم أنه يا أمي يشكل لي شيئاً عادياً! لكن مذ عرفتك احتفالك بالعيد مختلف وبهجتك به لا توصف! ربما ما يقتلني ويبكيني يا أمي هي الأشياء الجميلة التي يحبها من فقدناهم! عندما يوضع طعام يحبه من فقدنا، عندما نذهب لمكان يحبه من فقدنا، عندما تأتي مناسبة يحبها من فقدنا تكون المرارات أشد ،أشد على القلب! من اليوم يا أمي لا أستطيع امساك...
لي قلب مفرط بالإحساس، أشعر معه بأنني شبح يتلبس الناس ويشعر بهم دون أن يتحدثوا! بل أذهب لأبعد من ذلك بأن أشعر بما لم يشعروا به! يدعم ذلك خيالي فيرسم صورة الوجع أكثر وأكثر في داخلي لأتشظى وتنهمر أحاسيسي ويصعب علي ايقافها! ولربما من شكى لي قال شكواه وذهب ونسيها وأنا بت الليل أتوجع وأبحث له عن حلول! أذكر أول وجع احتل...
أحاول أن أقف بقدمين عاجزة، أن أتصبر، وأشغل عقلي بالكثير الذي لعله يخفف عن وجعي، لكن في أيام أمسك رأسي حتى لا يفلت عقلي مني ولا تسلب روحي! عندما أتذكر أنني في عز شبابي والأيام طويلة جداً التي ستكون خالية من أمي! أتساءل كيف عاش الناس طوال تلك السنوات بلا أحبابهم! هل نسوا أحبابهم وتلاشى الحزن؟! هل يتسلون ويتعايشون معها برضى تام؟!...
مرضت أختي قبل وفاة أمي بأشهر مرض شديد، كان هذا المرض نتاج اتخاذها قرار تغير نظامها الغذائي إلى نباتي! (موضة الفيقن اللي طالعين فيها جديد) أصبحت أختي مهووسة بعالم التغذية وكل ما يكتب فيه! حتى وصل بها الحال أن ترسل خصل شعرها لخارج المملكة حتى تعرف ما يناسبها من الأكل لتعتمده! لكن هذا العالم دخلها في دوامة تعب وساوس ولم يعد جسدها...
كطفل وضعته أمه لدى الجيران وذهبت لسوق ، وهو منشغل يلعب يتذكر غياب أمه فيذهب يسأل عنها لما تأخرت ولم تأتي ؟! يخبرونه أنها ستأتي يعاود اللعب وهكذا هو حاله وسؤاله، وعندما يتلبسه الخوف ويخيل له أنه لن يراها! يجلس في زاوية يبكي ينتظرها علها تعود حتى يغلبه النوم! هكذا هو حال من لم يصدق رحيل أحبته ، يخيل له أن أحبته...