يا نساء زوجوا رجالكم !

منذ 12 عاماً وصديقتي في كل مرة تهب إلي تبكي على خيانات زوجها وفي كل مرة يُقبل قدميها ويعتذر! صديقتي تلك ونساء كثر لا ينقصهن شيء ابتلوا بتلك الخيانات ! عندما أباح الدين لرجل أن يتزوج أربع نساء فهو فهم لحالة الرجل واحتياجاته ! لكن الذي يصعب تفسيره اقترافه لتلك الخيانات بعيداً عن الطريق القويم ،حتى بت أسأل نفسي ربما من يقترف تلك الخيانات شخص يعاني من شيء أقلها موت الضمير! لأن الإنسان الصادق في فهم حاجاته دائما يلجأ لطريق الواضح حتى وإن كان صعباً ليحقق رغباته مثل “التعدد ” ولن يلجأ لطرق الملتوية ! بل الرجل الذي يشعر بكمال رجولته وأخلاقه ومروءته تستصعب عليه نفسه أن تسير في تلك الطرق لأن الدين يمنعه ، وأخلاق العرب، وأضف إ لى ذلك إن كان متعلماً و مثقفاً ستكون جميعها سداً منيعاً لتمنعه ! لذلك نصيحتي لأي امرأة يرغب زوجها في التعدد ويكون جاد اً أن لا تمنعه وأن تساعده في تحصين نفسه وتنظر له بنظرة احترام وتقدير لأن ذلك الزوج الذي تأبى نفسه أن تحيد إلى طرق لا يريدها بل أوجاعها أقوى على المرأة نفسها ! فالخيانات من أوجع الطعنات التي تتلقها النساء وعندما تقترف بحقهن يتهشم شيء في داخلهن بل و تتغير نظرتها تجاه زوجها ولا تعد تحترمه وإن تظاهرت بالاحترام حتى وإن غلب حبه عليها يبقى إحساس داخلي مر تتصارع معه المرأة فهي لم تعد تراه كاملاً في عينيها ورجولته مهزوزة ! فجميل لو فكرت المرأة بحكمة وسعت أن تعينه في زواجه ! بل حتى من كان زوجها مبتلى بتلك الخيانات تدفعه لإصلاح نفسه واعفافها بالزواج ! مهما كان التعدد مراً للبعض فالخيانات أمر وأشد على النفس !
أما أنت أيها الرجل الخائن يامن يقدمك الرجال ويجلسوك في صدر المجلس ثقتةً منهم بكمال رجولتك فلن أقول لك أترضاه لأختك لأنه لا تزر وازرة وزر أخرى ! بل أقول لك لا تغضب إن خانتك زوجتك فكما أقنعت نفسك بالأسباب التي دفعك للخيانة فلزوجتك نفس الأسباب والمبررات التي تدفعها للخيانة فمن باب العدل أن تتفهم ماتعاني فهي بشر يعتريها ما يعتريك ! فكر بهذه المنطق حتى لا تبرر لنفسك أخطاءك ! وأقول لك رغم ما عانى نبينا يوسف من عداوة إخوته ورميهم له في الجب وغربته عن أهله وإغراء امرأة العزيز وظلمها له ! لم يدفعه ليعصي الله ويقترف السوء رغم أن زوجة العزيز هي من بادرت بالأمر وهو في قمة شبابه بل التجأ لله يدعوه أن يبعد عنه السوء! مهما كنت تعاني في حياتك وتجد من المأسي الكثير ة لا يبرر سيرك في هذا الطريق ! بل عليك أن تدعو الله أن يبعد عنك السوء وييسر لك ما يعينك على اعفاف نفسك !
صديقتي في كل مرة تحادثيني وتبكين أتمنى لو كنت أملك عصى سحرية لأبدد عنك حزنك وأهبك حياة سعيدة مريحة تعيشين باقي عمرك بها لكن ليس بيدي شيء ! وأنت رضيتِ ذاتي وأؤمن بأفضليته ومكانته وعندما تهتز تلك المكانة يستحيل أن أعيش معها! فأمضي ولا ألتفت بل أرمي خلفه سبع حصيات ولا أندم ! لأنني لست مجبورة أن أبقى في المستنقعات والحياة فيها من أعذب الأنهار وأطهرها !
كل ما أقوله لك صديقتي كان الله في عونك وعوضك في جناته نعيماً ينسيك ما عانيتي في دنياك
قبل الختام
تحية !
للطاهرين من الرجال في هذه المعمورة !
أختكم / أسماء الفهد