Navigation Menu+

آن لكم أن تنزعوا أحذيتكم ؟!

Posted on سبتمبر 24, 2016 by in رُبَّمَا

تمت زيارة التدوينة: 2523 مرات

منذ زمن حاولت أن أتوقف عن الشجب، والاستنكار ، وحاولت الانغماس في ملذات الدنيا  إرضاءً لضميري !!! كنت أشعر حينها كم نحن منافقين نبكي للحظات ونشجب ، ونستنكر ثم ما نلبث سويعات حتى نعيش ملذات الدنيا بحذافيرها ! فبعضنا يتحدث عن الجوع الذي حل بإخواننا وهو مدعو على مائدة بالأمتار؟! والبعض يتحدث عن حزنه على حال اخوانه هو يتراقص على  الأنغام والشيلات ؟! ومنهم من كان يكتب ويبكي ، وهو يلعب البيلوت في إحدى الإستراحات ! … الخ ، كنت أتساءل عن صدق مشاعرنا تجاه اخواننا المكلومين ، والمعذبين في مشارق الأرض ومغاربها هل هي حقيقية؟! أو جزء من مسلسل معتاد مستهلك نعيده كل مرة ! أو هي مشاعر صادقة لحظية يطلقها جزء من ضميرنا الحي المغيب كتأدية واجب لا أكثر ولا أقل ! قرأت أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه في عام المجاعة كانت تقرقر بطنه فقال (قرقر أيها البطن ، أو لا تقرقر ، فو الله لن تذوق اللحم حتى يشبع منه صبية المسلمين) !!!  يعلمنا عمر رضي الله عنه هنا مفهوم الاحساس الحقيقي الصادق ! لعل ذلك الشعور الصادق يدفعنا  لاختلاق طرق لمساعدة المكلومين والمتوجعين في هذه الأرض ! فعندما نمتنع عن الطعام ونشعر بالجوع سيدفعنا ذلك الاحساس للفعل والبحث عن طرق وحلول! أليس باب الصيام يدربنا على مفهوم الاحساس الحقيقي ويدفعنا للعمل للفقراء والمساكين والتصدق عليهم ؟! فما فائدة الأحاسيس التي تشجب و تستنكر ولا تفعل ؟! حقيقة أقنعني ضميري بكل تلك الفلسفات ، فقد أدخلتكم في متاهات وفلسفات وحقيقة  أني مستمتعة أنا وضميري بالحياة ولذتها وكنت أحادث نفسي أين سأقضي إجازة الحج  داخل السعودية أم خارجها ؟! مستمتعة بنغمات أصابك عشقٌ وكنت في الماضي عندما أستيقظ صباحاً أرضي ضميري كي لا أنسى قضيتنا الأولى قضية فلسطين فأستمع  للنشيد الوطني الفلسطيني (موطني ) الذي صاغة الشاعر إبراهيم طوقان لكن ضميري قال لي أني أعيش قمة نفاقي فلا يستقيم التذكر دون فعل ! ولا يستقيم القول دون فعل !طوال حياتنا ونحن نشجب ونستنكر حتى شابت رؤوسنا ولم يتغير شيء ؟!!  المهم لا عليكم مني ، ومن ضميري ! فقط أحتاج جواباً لذلك السؤال الذي أشغلني وأفسد علي  متعة الاستمتاع  بيومي في ظنكم لماذا كل أولئك السوريين هربوا من الموت  وجابهوا البحر وهم ذاهبون من الموت إلى الموت ، ولكن بطريقة أخرى ! لماذا أداروا ظهورهم  لقرابة 22 دولة عربية وأكثر من 50 دولة مسلمة ولم يلجأوا  إليهم و استلاذوا بالغرب يطلبون اللجوء لهم  هل من شدة اليأس ، والظلم خيل لهم أن تلك البقاع أنها الحبشة ، وسيجدون ملكاً عادلاً ينصرهم  كما نصر رسولهم عليه أفضل الصلاة والسلام ؟! أحتاج جواباً لهذا السؤال فأسعفوني به! قبل أن أودعكم قرأت كلاماً لغولدا ﻣﺎﺋﻴﺮ رئيسة وزراء اسرائيل تقول ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺣُﺮﻕ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﺍﻷ‌ﻗﺼﻰ ﻟﻢ ﺃﻧﻢ ﻟﻴﻠﺘﻬﺎ ﻭﺃﻧﺎ ﺃﺗﺨﻴﻞ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺳﻴﺪﺧﻠﻮﻥ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﺃﻓﻮﺍﺟﺎ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺻﻮﺏ ﻟﻜﻨﻲ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻃﻠﻊ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ، ﻭﻟﻢ ﻳﺤﺪﺙ ﺷﻲﺀ ﺃﺩﺭﻛﺖ ﺃﻥ ﺑﺈﺳﺘﻄﺎﻋﺘﻨﺎ ﻓﻌﻞ ﻣﺎﻧﺸﺎﺀ  ﻓﻬﺬﻩ  ﺃﻣﺔ ﻧﺎﺋﻤﺔ!!! حقيقة دائماً عندما اقرأ كلامها هذا  أتذكر مباشرة النوم وسريري الوثير وبراد مكيفي الجميل! لذلك أستأذنكم لأستكمل نومي وأعدكم وعداً عندما أستيقظ أن أنقل لكم يومياتي عبر السناب شات وأنا أتسكع في شوارع ومطاعم الرياض ، وأعدكم أن ألتقط لكم صوراً لشنطتي وحذائي الماركة، باهضتي الثمن والتي لو بعتهما لأطعمت لاجئي سوريا شهراً !وحقيقة رغم حرصي على تصوير حذائي دائما إلا أنه لم يحظى بأي شهرة! كما حظي به حذاء ذلك الطفل السوري المرمي على الشاطئ ! وحقيقة  خشيت طوال الأيام الماضية أن يطرح أحدهم فكرة أن يوضع حذاء ذلك الطفل في متحف تخليداً لذكراه  فتلك الفكرة ستجعلنا نمشي بلا أحذية ! من عقدة الذنب لشعورنا بالتقصير تجاه قضية سوريا !  و الحمد لله أنه لم يطرح أحداً تلك الفكرة ! لا تغضبوا مني لرفضي تلك الفكرة !! فأنا لست سيئة لهذه الدرجة فقد حاولت أن أبكي وأنا أكتب المقال ولكن دموعي لم تسعفني لكن صدقوني كانت تقاسيم وجهي حزينة! وأنا أكتب ألا يكفيكم ويكفي سوريا هذا الشعور ؟! اعذروني إذا رأيتموني أضحك بعد أيام وأنسيت تلك التقاسيم الحزينة التي مرت على وجهي ، وذلك الحذاء وذلك الطفل المرمي! فهذه مشاعرنا المعتادة نبكي سويعات ثم ننسى وكأن شيئاً لم يحدث ! ضميري يقول لي لا يكلف الله نفساً إلا وسعها فاقتنعت بكلامه  !!

ألتقيكم في سناب شات مع حذائي الثمين !

أضف تعليقًا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.