Navigation Menu+

من أطفأ مدينة النور ؟!

Posted on سبتمبر 25, 2016 by in رُبَّمَا

تمت زيارة التدوينة: 3643 مرات

 

 

لم تكن التفجيرات التي حدثت في باريس بمستغربة فمن يتابع فكرة النظام العالمي الجديد الذي تسعى له أمريكا والصهاينة وصرح به كيسنجر كثيراً ، حتى أنه أخرج كتاب يتحدث عنه ويحمل نفس العنوان ” النظام العالمي الجديد ” يدرك تماماً التغيرات المفتعلة التي يفتعلها الغرب لأجل مصالحه ، وحقيقة أننا أمام تغير كبير وسيكون لتفجيرات باريس تبعات علينا نحن المسلمين ، مثلما حدث في أحداث 11 سبتمبر ولعل الغرب سيستفيد من ورقة داعش كما استفاد من ورقة تنظيم القاعدة في الوصول لمصالحه ! ولعل الجميل في الأمر هو كمية الوعي التي باتت لدى غالبية المسلمين في فهم تلك اللعبة التي يلعبها الغرب، حتى الرعاة في أطراف بلادنا يخبرونك أن كل ذلك من صنع الغرب ! غير أن فئة من بني قومي مازالوا يكررون اسطوانتهم المشروخة في تحميل ديننا وعلمائنا ومدارسنا ضريبة كل ذلك ! ولو دهست قطة في شوارع الغرب لما خجلوا أن ينسبوها إلينا ! وحديثي اليوم ليس عن الأحداث التي حلت في باريس ولا عن من اشتريت ذممهم في قول الحق ! بل عن ما نحن فاعلون مع هذا الحدث وأصابع الاتهامات كلها تشير إلينا ؟! كيف ستكون معالجتنا ودفاعنا ونحن المتهمون الأوائل في هذا الأمر ؟! هل سننشغل في النقاشات والاختلافات ونترك الغرب يصل لما يريده ؟ ! نحن اليوم بحاجة إلى التركيز والبحث بجدية عن أدوات تخدمنا في تصحيح النظرة السلبية تجاه المسلمين ! ولو تأملنا عندما بعث الله الرسل بعثهم بمعجزات من جنس ما اشتهر به قومهم ! وحتى نصل نحن لما نريده يجب أن نستغل ما اشتهر به الغرب وعرفوا به وهو “الإعلام” ! ولقد تحدثت كثيراً في السابق ومازلت أتحدث عن أن لغة عصرنا التي من المفترض أن نستغلها أيما استغلال هي “الإعلام ” ! لا نحتاج لجيوش ولا إلى أسلحة لنقاتل كل ما نحتاجه هو أن نؤمن أن أقوى وسيلة علينا أن نقتحمها بجدية هي “الإعلام ” والتي ستوصلنا للغرب في عقر دارهم ولن نحتاج لمزيد عناء ! ومازلت حتى هذه اللحظة أتعجب من التراخي والتخوف من البعض في اقتحامنا للإعلام بشتى طرقه ؟! حتى تساءلت لماذا عندما انطلقت الفضائيات بعد حرب الخليج بقينا قرابة العشر سنوات نتناقش ونتخوف من خوض التجربة؟! وها هي اليوم القنوات الإسلامية منطلقة ولها الأثر البالغ في المجتمع فما كان ينبغي لنا أن نتأخر ويطول بنا المقام ! و اليوم نريد لنا إعلاماً عالمياً وقد كتبت في السابق عندما بدأت عجلة التغريب تقتحمنا أننا بحاجة إلى قناة متخصصة في قضايا المرأة وإيضاح ما يحاك حولها لأن المرأة هي المقصود الأول بهذا التغريب ، ولأن الغرب يدرك أهمية المرأة المسلمة في تربية النشء ورعاية البيت المسلم ! ثم بعدها طرحت فكرة أننا بحاجة إلى عمل فيلم وثائقي عن مكانة المرأة في الإسلام بعد دعاوي مظلومية المرأة واضطهادها التي يتحدث عنها الغرب على أن يترجم هذا الفيلم إلى لغات العالمية ليتعرف الغرب على حقيقة مكانة المرأة في الإسلام ، ثم طرحت بعدها فكرة استغلال اليوتيوب في صنع مقاطع تنتج باحترافية عالية وتترجم إلى لغات لمخاطبة الغرب سواء في دعوتهم للإسلام أو رد الشبهات أو تصحيح المعلومات المغلوطة حول الإسلام ! واليوم أكرر كتابتي لكم أن علينا أن نخطوا هذه الخطوة بجدية في إنشاء مؤسسة إعلامية عالمية تكون على مسارين مسار يخاطب الغرب بجميع لغاتهم حول الإسلام وحقيقته ورد الشبهات حوله ، ومسار يخاطب المسلمين أنفسهم وتسليحهم بالفكر ورد الشبهات التي تبث لهم ، وتكون هذه المؤسسة على احترافية عالية وتضم الباحثين والمفكرين والمترجمين والمصممين .. الخ ، ولا أظن أحد ينكر دور الإعلام بكل وسائله في التأثير ولولم يكن مؤثراً لما حرص الصهاينة على اكتساحه بقوة ففي البروتوكول الثالث عشر من بروتوكولات حكماء صهيون جاء ما يلي ” علينا أن نلهي الجماهير بشتى الوسائل، و حينها يفقد الشعب تدريجيا نعمة التفكير المستقل بنفسه، سيهتف جميعا معنا لسبب واحد هو أننا سنكون أعضاء المجتمع الوحيدين الذين يكونون أهلا لتقديم خطوط تفكير جديدة‍‍‍‍‍‍‍‍‍ ” ؟! و ذكر أيضاً في البروتوكول التاسع “لقد أفسدنا الجيل الحاضر من غير اليهود و لقناه الأفكار و النظريات الفاسدة ” و أيضا في البروتوكول السابع عشر ” لقد عنينا عناية عظيمة بالحط من كرامة رجال الدين، و لقد نجحنا في الإضرار برسالتهم التي قد تكون عقبة في طريقنا” ؟! كل ذلك قام به الصهاينة من خلال الإعلام الذي يرون أهميته في تنفيذ خططهم والوصول لمرادهم ! بل لا تتعجبوا إذا قلت لكم أن الصهاينة قاموا بإنشاء قناة ناطقة بالعربية هدفها تحسين الصورة لدى العرب والمسلمين ويصرف عليها 18 مليون سنويا ً! بل من يتابع الإعلام الأمريكي خاصة ما تنتجه هوليود يدرك مدى تأثير الإعلام أذكر عندما كنَّا صغاراً كانت الأفلام الأمريكية توهمنا بقوة الأمريكان وانتصاراتهم الكاذبة على سبيل المثال حرب “أمريكا مع الفيتنام “، وعندما كبرنا أدركنا كم نحن مغيبون عن الحقيقة ومازالت الأفلام الأمريكية حتى هذه اللحظة توهمنا بأنها تحارب الشر في نصرة الحق والعدل ! بل الجدير بالذكر أن نقاد أمريكان قد أعلنوا أن هوليود قد أنتجت ما يزيد عن 150 فيلما يسخر من الإسلام والعرب منذ 1986 حتى الآن ! كل ذلك لماذا ؟! لأنهم يدركون أهمية الإعلام وسهولته في إيصال ما يريدونه خاصة لصغار السن واليوم لا تعجبوا إن رأيتم مسلماً يدافع عن الغرب وينسب لدينه كل بلاء ! ولعل من استفاد من الإعلام في خدمة مصالحه بنجاح هم الإيرانيين فها هي فضائياتهم تملأ الأفق وتخدم مصالحهم وأفلامهم تنافس هوليود ! بل ألم تسألوا أنفسكم في حرص إيران على إنتاج المسلسلات الدينية ؟! كل ذلك لأجل أن تصب فيها كل معتقداتها التي تؤمن بها حتى تكون أكثر إقناعاً بصبغة دينية ! ولعل الكثير لا يعلم أن مسلسل “النبي يوسف” الذي اشتهر في عام 2008 كان من إنتاج دولة إيران نفسها بتكلفة 7 ملايين دولار ومكث المخرج 9 سنين للإعداد لهذا المسلسل ! اليوم نحتاج أن نفكر بجدية في الأمر ونحن نملك الكثير من الإمكانيات ولدينا الأسس المتينة ! تساءلت ذات مرة لماذا كل هذا الهجوم على ديننا وخاصة الحجاب وإعفاء اللحى ؟! وعندما تأملت الدين المسيحي وجدت أن مريم العذراء محجبة ؟! والقساوسة ملتحون ؟! وبحثت في عالم الراهبات ووجدت أنهن محجبات بل يتركن الدنيا وزينتها لأجل الرب وخدمة الكنيسة ! وعندما بحثت في الديانة اليهودية وجدت أن الحاخامات ملتحون ونسائهم يرتدين الحجاب ! بل رأيت صوراً ليهوديات يرتدين النقاب ! وقد طرأ لي أن أقوم بعمل بحث بالصور مختص في الأديان أركز فيه على حال الرهبان والراهبات في هذه الأديان وكيف هي هيئتهم ؟! لأثبت للعالم أن كل ما يحاك ضد المسلمين هو بسبب العنصرية المقيتة والسياسة القذرة التي ينتهجها الغرب لأجل مصالحهم ، والتي أيضا يحاولون من خلالها زعزعت المسلمين عن عقيدتهم ! نحن اليوم نستطيع أن ننخر القوم من خلال معتقداتهم وأفعالهم فلو تأملنا الاستعمار الذي حل بالدول الإسلامية وكان لفرنسا يد فيه والتاريخ شاهداً على وحشية ما قامته به ،و نستطيع من خلال تلك الشواهد والصور تبيان إرهاب فرنسا وأنها هي المعلم الأول في الإرهاب فلو اجتهد البعض في جمع المادة وإخراجها في مقطع فديو و ترجمة إلى لغات لكان له الأثر ! كل ما نحتاجه اليوم أن نفكر جيداً ونثق بأنفسنا ونتخذ جميع الوسائل التي من شأنها رد كيد المعتدين ولنعلم أن في دين القوم ما إن ركزنا عليه لاستطعنا دحرهم بأبسط الأمور السلمية !

في الختام

يقول مالكوم إكس : “وسائل الإعلام هي الكيان الأقوى على وجه الأرض ! لديهم القدرة على جعل الأبرياء مذنبين وجعل المذنبين أبرياء، وهذه هي القوة لأنها تتحكم في عقول الجماهير ! “

 

أضف تعليقًا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.