Navigation Menu+

قداسة الحب

Posted on أغسطس 29, 2019 by in رُبَّمَا

تمت زيارة التدوينة: 2637 مرات

كثيراً ما أتساءل عن الحب، وما زلت أتأمل! وكثيراً ما كنت أتساءل لماذا نبي الرحمة لم يذهب لصديقه أبو بكر رضي الله عنه ليحكي له ما رأى عند خروجه من غار حراء، لماذا ذهب تحديداً لسيدة خديجة رضي الله عنها وفي كتب السير يوصف المشهد والحوار يقول الرسول صلى الله عليه وسلم (فَجَلَسْتُ إلَى فَخِذِهَا مُضِيفًا إلَيْهَا) ويحكي لها الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام، كل ما رأى وتقول له رضي الله عنها بلغة الثقة والتطمين والثبيت لتبعد عنه ما أفزعه وأحزنه (أَبْشِرْ يَا ابْنَ عَمِّ وَاثْبُتْ فَوَالَّذِي نَفْسُ خَدِيجَةَ بِيَدِهِ! إنِّي لأَرْجُو أَنْ تَكُونَ نَبِيَّ هَذِهِ الأُمَّةِ ” وفي مشهد أخر على مهابة الموت وعلى كل من يحيط به في تلك اللحظات وهو الرجل يأبى إلا أن يموت على صدر عائشة رضي الله عنها وقد استاك بريقها! هذا المشهد في غاية الجمال والرومانسية وأتعجب من كل من ينبهرون بكل اللقطات المصطنعة الرومانسية التي تحملها الأفلام ونحن أمام مشهد أخاذ منذ عام 1439، وكم أتمنى لو وصف هذا المشهد للغرب ووصل ليعلموا أي حب حواه هذا الدين، في قوله تعالى (وَاهْجُرُوهُنَّ) حين نتأمل القرآن والسيرة نجد كل ذلك الرابط النفسي العميق بين الرجل والمرأة والذي يزيده الحب عمقاً أكثر! علاقة الرجل بالمرأة أكبر بكثير من علاقة جنسية وإنفاق! الجميع يبحث عن الحب وبين وهمه وحقيقته يضيع الكثير! يوماً كتبت فتاة في برنامج، خرجت مع الحب وعندما دخل مقدم الطعام قال لي (أتغطى) فقلت له حلال عليك وحرام عليه وتخاصمنا! وقتها سألتها وهل أنت راضية بهذا الحب ؟! قالت لي (هو يعرف أني أخدعه، وأنا أعرف أنه يخدعني، ولن نتزوج بعضنا لكن أنا ما خذته فلة وناسة وطلعات! حقيقة أنني أخذت أفكر لأيام بحديثها ربما شخص يخدع أخر لكن يصعب خداع النفس بشيء يعرف حقيقته! تساءلت عن حقيقة المشاعر الحب والشوق… كيف يصدقانها وهي أحاسيس كاذبة، اليوم أستطيع أن أقسم الباحثين عن الحب لأقسام سواء حقيقة أو وهمية، باحثين عن الحب لتزجية الوقت، باحثين عن الحب لتشبع النفسي الداخلي، البعض لا يبحث عن حب حقيقي بل يريد أن يشبع احساساً داخلياً أنه محبوب وأنه يُحب، طبعاً هنا تتعمق الحالات بين قوة وضعف، البعض يتلذذ بتعذيب من يحب، كلما تعذب يشبع شيء داخلي في نفسه، بعض الحالات مثل امرأة تترك كل الشباب الذين يواجهونها في طريقها ومستعدين للخوض معها غمار هذه المحبة الوهمية! إلا أنه لا يرضي ما بداخلها إلا شخص لا يسير في هذا الطريق، مثل مثلاً متدين فيكون شغلها الشاغل غوايته وحين تصل لمرادها يتشبع لديها هذا الشعور الداخلي، ومن الأقسام أشخاص وقعوا تحت وطئت الحب تحت ضغط معين إما لشعور بالوحدة أو الحزن ….الخ  هذا الحب ربما ينتج حب صادق وربما ينتج حب وهمي ، ربما تكون الأطراف جميعها تخدع بعضها، وربما صادقين ، وربما طرف صادق والأخر كاذب ، هذا القسم ربما يكون الأصعب لأن الإنسان حين تتملكه الحالة التي يمر بها، لا يعلم أي أرض يطأ، ربما تهوي به سبعين خريفاً، خاصة عندما يكون هذا الشخص متزوجاً أو متزوجة ! أيضاً حين يفيق الإنسان من هذه الحالة الشعورية، ربما يكون متورطاً بحب حقيقي أو ظالماً لشخص الأخر الذي معه، وخاصة عندما يكون صادقاً معه! مثلاً امرأة متزوجة ووقعت في غرام رجل أخر غير زوجها، وحين أفاقت من حالتها وجدت أنها حبيسة حب لا تستطيع أن تتخلى عنه، ولا تستطيع الإكمال مع زوجها، ولا إكمال خداعه والأصعب عندما يكون هنالك أطفال!  وقسم الباحثين عن الحب الحقيقي وصادقين ابتداءً في بحثهم ربما بعضهم يخوض غمار البحث ويقع فريسة التجارب الفاشلة، وربما يجدون من يكتملون بهم ويكفيهم شرف المحاولة، وإن كانت صعبة جداً والبعض رفضوا تسليم قلوبهم وإن كانوا يتوقون لحب صادق يكتملون به، ولا نستطيع أن نلومهم حين تكون النفس عزيزة تحتاج لمن يعزها ولا يذلها ولن تذل تلك القلوب إن وجدت قلوب تفهم عمق الحب وتقدر صاحبه! لا تلم أحداً اختار طريقاً يخالف طريقك، كل إنسان يختار ما يريده ويناسبه! حين تحب أحداً وكنت صادقاً معه ولم يحبك لا تحزن أرضى بأقدار الله، كل شيء مكتوب عنده بقدر، أطلق سراحه ولا تضيق عليه، وعليك أن تحتفظ بحبه في قلبك وتضعه له في صلواتك وصيامك وسائر دعائك، فمهما حدث بينكما، فالحب أخلاق قبل كل شيء!

وإن أردت أن تخوض تجربة جديدة في الحب فخضها لكن بعدما تنسى حبك الأول تماماً

وإن أردت نصيحتي لا تحب أبداً!

يقول فيودور دوستويفسكي

فرحة الحب عظيمة لكن المعاناة فظيعة والأفضل للإنسان أن لا يحب أبداً!

أضف تعليقًا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.