Navigation Menu+

عقلٌ جميل !

Posted on ديسمبر 30, 2019 by in رُبَّمَا

تمت زيارة التدوينة: 2153 مرات

 

انتهيت من مشاهدة فيلم ” عقل جميل ” ، والذي يتحدث عن حياة عالم الرياضيات والاقتصاد “جون فوربس ناش،John Forbes Nash  “، هذا العالم الذي لم يمنعه مرضه النفسي “الفصام” من تقديم أعظم النظريات المعرفية للعالم، وربما الذي لفت انتباهي في حياته وسيرته شيئين أنه لم يستسلم للمرض! وحب زوجته التي وقفت معه، وكافحت ليتخطى الصعاب، ويقف على قدميه من جديد! فقد أصيب بالمرض في أوج نجاحاته، وقبع لقرابة تسع سنين حبيساً في المصحات النفسية! العجيب في جون فوربس أنه هو من ساعد نفسه بنفسه، وهذا ما يحتاجه المريض النفسي، فقد كان يهلوس بوجود أناس يراهم ويحادثهم! ولم يكن يصدق المحيطين به أنه يهلوس، وفي يوم من الأيام تنبه للأمر، وأن الطفلة التي يشاهدها طول سنواته لم تكن تكبر!! فعرف أنه فعلاً يهلوس! لذلك استطاع تجاوز أو التخفيف من مرضه عندما ساعد نفسه بنفسه، وحقيقة يجب أن يعرفها كل مريض بالمرض النفسي، إذا لم يساعد المريض النفسي نفسه فلن يستطيع أحد مساعدته مهما قدموا المحيطين له كل شيء! عندما كنت أجلس مع طبيب أحد أقربائي وكان يريد زيادة علاجاته كان يرفض طبيبه، ويقول علاجاته كافية وما يحتاجه هو تغير سلوكياته فقط! دائماً ما أؤمن أن الله لا يبتلي إنساناً بشيء إلا وهو يعطيه القدرة على تحمل الشيء! وتغيره وتجاوزه، “طبعاً لله الحكمة في تأخير التغير والتجاوز” لذلك أغلب المرضى النفسيين يحتاج أصحابها إلى قطع التفكير، وهذا أسهل طريق، وله شاهد في الدين حين أخبر رسولنا عليه أفضل الصلاة والسلام ” ” يأتي الشيطانُ أحدَكم فيقول من خلق كذا وكذا؟ حتى يقول له من خلق ربَّك؟ فإذا بلغ ذلك فليستعذ بالله ولينته” أي فكرة تراودك، أو أي شعور حزين يضايقك، مباشرة انقطع عن التفكير، وأشغل نفسك! والأمر الأخر تحسين التفكير؟ بمحاولة النظر والتأمل والبحث لتحسينه لينعكس على الروح! والتي من خلالها تدفعك إلى التقدم إلى الأمام بدلاً من الرجوع للخلف! فالاستسلام لتفكير مهلكة! طبعاً إذا كنت شخص تعاني من تعب نفسي، ولم تشخص حالتك بعد، وتقرأ حروفي هذه! فأقول لك أولاً: قم بعمل فحوصات نقص الفيتامينات في الجسم فلها دخل وتشابه كبير مع أعراض المرض النفسي! ثانياً: العين والسحر والتلبس له علاقة كبيرة في التعب النفسي والعقل، وهذا أمر رأيته بأم عيني! لذلك أنت أصدق شخص لنفسك اقرأ على نفسك، أضعف الإيمان يومياً سورة الفاتحة على ماء واشربه، وإذا كنت تريد الخير والشفاء كله يومياً سورة البقرة، قد تعتقد أنها صعبة وستأخذ كل وقتك، وصدقني أول أسبوع ثم بعدها ستنهيها مع إعانة الله لك في ساعة! وأقل ما ستقدمه لك سورة البقرة من بركاتها انشراح في الصدر طوال يومك! استمر أقل شيء ستة أشهر على الرقية، ثم بعدها أنظر لنفسك هل خفت الأعراض هل تغير شيء؟! فإذا مازالت هي ،هي فعليك التوجه لطب النفسي، وسترتاح فهو علاج مثل أي علاج نأكله لتخفيف الوجع والألم!

أعظم ما أختتم فيه فيلم “جون فوربس ناش” عندما قال لزوجته وهو يتسلم جائز نوبل ” لقد كنت دائماً أثق بالأرقام، والمعادلات، والمنطق الذي يفضي إلى السبب، لكن بعد هذا العمر من المطاردات، تساءلت ما هو المنطق بحق؟ من الذي يحدد السبب؟ أخذني سؤالي خلال ظواهر الفلسفات والأوهام، ثم عدت حيث بدأت، وعملت أكبر إنجاز في تاريخي المهني، وأهم اكتشاف في حياتي أنه فقط في المعادلات الغمضة في الحب حيث لا وجود للأسباب المنطقية!

أنا هنا الليلة بسببك أنت وحدك!

أنت السبب فيما أكون!

أنت جميع أسبابي! “

أصدق الحب وأعمقه هو ما يكون في مرحلة المرض، والعجز، وحين لا يملك الإنسان شيء! لذلك أحبت خديجة رضي الله عنها رسولنا عليه أفضل الصلاة والسلام، وهو محمد بن عبد الله، الراعي، الصادق الأمين، وأحبت عائشة رضي الله عنها رسولنا وهو رسول الله، لذلك حب خديجة رضي الله عنها أكبر في قلب رسول الله

 الحب الحقيقي يمر على اختبارين في ظني؟ الأول: يختبر بعد التلاقي الجسدي

 والثاني: بعد المرض الذي يمنع من التلاقي الجسدي سواء مرض الرجل أو المرأة!

هنا تتكشف حقيقة الحب مرة أخرى!

ويستمر الحب لأخر زفرة من الحياة!

ليموت جون فوربس ناش وزوجته معاً في حادث سيارة

ولعل الله دائماً يرحم قلوب المحبين!

 لذلك يكتب رحيلهم معاً لأجل ألا يتعذب أحد منهما بعد رحيل الأخر!

في الختام يقول جون فوربس ناش

” إنني أجد ارتباطاً بين عدم التفكير بطريقة تقليدية، والتفكير بطرق إبداعية، فأنا لم يكن ليكون لدي أفكار علمية جيدة لوكان تفكيري تقليدياً!”

 

 

 

*مات جون وزوجته بسبب متهور عربي كان يقود بهما، ومازالت لدينا نحن العرب مشكلتين عدم الانضباط بالوقت وبالقيادة!

تساءلت ماذا لو أنك تسببت في موت شخص مهم للعالم؟! أعتقد أن احساس الحسرة سيزيد!

أضف تعليقًا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.