Navigation Menu+

شعور الحب

Posted on أغسطس 29, 2019 by in رُبَّمَا

تمت زيارة التدوينة: 2448 مرات

 

الحب لو قسمته من ناحية الشعور به سأقسمه على قسمين؟

1/ حب يأتيك على غفلة منك، ودون استعداد مسبق له، وهذا الحب نسبة صدقه عالية جداً لأن أول ما تتساءل عنه هو ما لذي يجعلني أحب ذلك الشخص؟! فلا تجد جواباً، وربما تحب شخصاً لا يوجد به ما يجذبك حين تفكر بصورة دقيقة، لكنك رغماً عنك تجدك تحبه ومستسلم لذلك الشعور، وربما تجد أن عقلك يرفض ذلك الشخص، لعلمك أنه لا يناسبك أبداً، ولا تشعر بالامتلاء في صدرك، لكن تجد قلبك مستقل يحبه، متفرد بهذا الشعور وثائر على باقي حواسك!

ولعل هنالك مثلث أسميه الإكتمال الروحي (العقل، والقلب، الأضلاع، الرئة لا أعلم ما لذي أطلقه عليها مكان في منطقة الصدر، هل هي شرايين، عروق، خلايا سمها ما يخطر على بالك) حين يتحد العقل والقلب في حب شخص يمتلأ هذا الجزء، تشعر بالإكتمال الروحي، لذلك كتبت يوماً

(تلك الفراغات التي في أضلعنا لم تتشكل هكذا عبثاً بل لتمتلئ بمن نكتمل به ونحب!)

لذلك تجد من قلبه يحب دون عقله لا يشعر بالاكتمال، وقد تجد من يحب بعقله دون قلبه لا يشعر بالاكتمال لكنه يشعر بالرضى، وأعتقد هذه ما تقوم عليه أغلب البيوت، قبول العقل بالطرف الأخر والرضى، ومع الأيام تتولد المودة والرحمة وقد يتولد الحب!

&لماذا أجعل نسبة صدق هذا الحب عالية؟!

لأنك تحب هذا الشخص على بياض! حين تحب شخص لأنه طيب مثلاً يكون هذا الأمر طبيعي حبك له يأتي كردة فعل لأنه طيب ولو لم يكن طيب لما أحببته!! لكن حين تحب شخص دون معرفة مسبقة، ودون تعاملات ودون أي شيء وتحبه، هنا يكون حباً صادقاً، وكأن هذا الحب أشبه بحبك لبيت لم تراه واستلمت مفاتيحه، وأصبحت تتساءل وتبحث وتفتش فيه عن لماذا أحببته! وربما رأيت مالا يعجبك لكنك مازلت تحبه وهنا العجب!

2/ حب تكون النفس فيه مستعدة للحب كأرض جاهزة لزراعة، كشعور كل ما تشعر به مبدئياً متوهم ويعتقد البعض أنه شعور الحب وما هو إلا مشاعر خداعة متلبسة برداء الحب! هل تعتقد أو تعتقدين، حين يعقد الرجل على المرأة مباشرة يشعرون بالحب لذلك من المضحك رسائل أول شهور العقد (أحبك) والذي لا يقبله عقل ابداً، من يعاكسون بعضهم البعض، ثم من أول يومين (أحبك) كل المشاعر في بدايتها خداعة من حب وشوق ..الخ  لذلك حين تكون النفس مستعدة للحب تحتاج مراحل ووقت حتى تصل لهذا الحب الحقيقي، وقد يثبت الحب أو يتلاشى، ولعل الإختبار الحقيقي لهذا الحب هو بعد التلاقي الجسدي! لذلك دائماً ما أقول حين يتزوج الرجل والمرأة ستة أشهر، سنة، بعدها سيتضح وسيتبين هذا الشعور وليس معناه أن لا يكون هذا الشعور صادقاً وحقيقاً ما قبل التلاقي الجسدي بل ربما يكون صادقاً وحقيقياً لكن لا نستطيع الجزم به !

الحب كشعور ليس معيب، المعيب هو الطريق الذي تسير به إلى الحب، أنت لا تملك قلبك لكنك تملك عقلك! لذلك هذا الحب صدقه أن يعمر بيتاً ويكون الزواج نهايته ، لدي يقين تام وقناعة ذاتية في أن صدق شعور الحب دائماً مرتبط بالقرب من الطرف الأخر، أن يكونا مع بعضهما البعض تحت سقف واحد ، ربما تجد من يقول لك يحبك وهو يكذب ولديه رغبة بالزواج كعدد ، وارد هذا الأمر ، لكن أنا أقول كشعور اختبار داخلي لرجل والمرأة  حين يشعرون أن لديهم دائماً رغبة في أن يكونون بالقرب ممن يحبون، وأن يختارونهم أزواجاً لهم ويتمنون أن يشاهدون أبنائهم ، يكون هذا شعوراً صادقاً وسيسعون لما يريدون ، أما إذا انعدم هذا الشعور فمن يوجدون في محيط حياتهم هم لتسلية، لتقطيع الوقت، أو التنفيس عما في دواخلنا مثلهم مثل البلايستيشن، مثل الإنترنت،  حين ينقطع نشتاق ونغضب ونتألم ،

يقول دوستويفسكي في وصفة حالة التنفيس عما في دواخلنا (هل هو حب؟ لا ليس حباً بتأكيد! وإنما الهشاشة النفسية تجعلك تتشبث بأي إنسان وتعتقد بأنك تهيم به حباً!)

كلها مشاعر خداعة ليست من الحب في شيء!

من الإثباتات في نظري في صدق مشاعر الحب، كلما قلت وتلاشت انتصارات النفس كلما كان حباً صادقاً، لأن هذه الروحين تدمج لتصبح رواحاً واحدة شعورياً، لذلك حين تنفصل لتنتصر لنفسها تكون أقل صدقاً، لا أحد يؤذي روحه حتى لو فقدت أعصابك، حال ما تهدأ تشعر بالألم مباشرة، وتكون لديك رغبة لإصلاح ما أفسدته، كلما كثرت وطالت انتصارات النفس لا يكون حباً صادقاً، وسينعدم لو وجد، ومع الأيام سينهار، أو سيتكشف لأن الانتصارات النفس مقدمة!

أضف تعليقًا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.